كان الإنسان منذ بدايته الأولى على وجه البسيط سائحاً يبتغي من خيرات الله في الأرض، والسياحة هي انتقال من مكان إلى آخر لأهداف وأغراض متعددة لها أبعادها الاقتصادية والثقافية والدينية والترويحية والمعرفية والعلمية والعلاجية وغيرها. وظلت حركة السياحة الإنسانية وما يستتبعها من ترويح ينمو نوعياً وعددياً مع زيادة أعداد السكان وتطور المعرفة الإنسانية والتكنولوجية والعلمية باضطراد.
وتمثل جدة اليوم واحدة من أهم مراكز الجذب السياحي والترويحي في العالم نسبياًن نظرة لكونها بوابة الحرمين الشريفين على مدى أربعة عشر قرناً ونيف ولا زالت، بالإضافة إلى تمتعها بعدد وافر من مقومات وعوامل الجذب السياحي والترويحي، والذي شهد تطوراً مذهلاً في العقود القليلة الماضية.
وتعتبر صناعة السياحة والترويح في جدة اليوم واحدة من أهم الأنشطة التي تشكل نشاطاً ومقومات ذات تطور تراكمي متزايد، بالرغم من بعض الصعوبات والمعوقات التي تواجهها. ويتناول هذا الكتاب جوانب مهمة من مقومات وتطور السياحة والترويح بمختلف أنماطهما في جدة، والخصائص المختلفة للسياح القادمين إلى حاضرة البحر الأحمر وعروسه المتوجة، التي يؤمها الملايين للسياحة والترويح والعبور على مر العصور.