رمزيّة الجائزة
كان بسّام شبارو وعلي بن حاتم- رحمهما الله- مثالًا يُحتذى في الإخلاص والتّفاني في العمل، وقد اشتُهِرا باهتمامهما الكبير بترجمة أبرز الكتب الصّادرة بلغات مُتعدّدة إلى اللّغة العربيّة، إلى جانب سعيهما الدّؤوب إلى نشر المؤلّفات العربيّة الرّاقية الّتي تُثري الفكر، وتُغذّي العقل، وتمنح القارئ متعة المعرفة والتّسلية في آنٍ معًا.
وقد كان لهما دور محوريّ في دعم حركة النّشر الأدبيّ؛ إذ شجّعا الكثيرين على خوض غمار الكتابة والنّشر، وآمنا بالمواهب الجديدة، وعملا على تذليل العقبات أمام الكتّاب النّاشئين لتشجيعهم، ومساعدتهم على شقّ طريقهم بثقة نحو تحقيق طموحاتهم وأحلامهم.
واليوم، تأتي هذه الجائزة تكريمًا لإرثهما الثّقافيّ العميق، ووفاءً لمسيرتهما الزّاخرة بالعطاء، ومتابعةً لرحلتهما المُشرِّفة؛ في مُبادرة ترمي إلى تحفيز الكتّاب الشّباب، ودفعهم إلى الإبداع والمثابرة. إنّ هذه الجائزة نقطة انطلاق لكلّ شابّ طموح يرغب في ترك بصمة في عالم الثّقافة والأدب، وبوّابة ينطلق منها بثقة نحو فضاءات الأدب الواسعة.
فالسّرد القصصيّ هو جوهر الإنسانيّة؛ إنّه اللّغة الّتي تجمعنا على مرّ الزّمن، ورغم تنوّع الثّقافات والأجيال. فمن خلال القصص نحفظ تاريخنا، وننقل حكمتنا، ونثير الرّغبة في التّغيير. ومن خلالها نستكشف الأفكار، ونتواصل مع الآخرين، ونحلم بما يتجاوز واقعنا. إذ تمتلك القصص قوّة استثنائيّة في الإلهام والتّعليم والشّفاء؛ فهي تكشف لنا ذواتنا، وتفتح لنا آفاق ما يمكن أن نكونه.
ومع ذلك، إنّ مستقبل السّرد بين أيدي الشّباب المبدعين الّذين يحملون قصصًا لم تُروَ بعد وحقائق لم تُكشَف، وتقع على عاتقنا مسؤوليّة رعايتهم، وتهيئة المساحات لهم للتّعبير عن أفكارهم بحرّيّة؛ لأنّنا بذلك نشجّعهم على الحلم والمثابرة ومشاركة وجهات نظرهم الفريدة. معًا، يمكننا أن نضمن أن تُقرَأ قصصهم، وتُقدّر، ويُحتفى بها، وأن تصل أفكارهم إلى العالم أجمع؛ لأنّ تغيير العالم يعتمد عليهم.