وفي طريقة إلى إثبات فرضيته، يحاول المؤلف الإجابة عن أسباب غياب الديمقراطية، والمعوقات التي تقف حجر عثرة أمامها، والبحث في أشكالها وطبيعتها والآثار التي تتركها؛ فبدأ بتعريف الديمقراطية والنظام الديمقراطي وشروط تحقيق النظام الديمقراطي، وسلط الضوء على الظاهرة الاستعمارية في مسألة الديمقراطية في العالم الثالث، وتناول أهم السمات التي تتسم بها النظم الديمقراطية في العالم. هذا في الفصل التمهيدي، أما الفصول الثلاثة التي انتظمت فيها الدراسة، فقد تم خلالها دراسة المعوق السياسي للديمقراطية، وأبرز هذه المعوقات داخلياً هو عدم الاستقرار السياسي وضعف المؤسسات السياسية والقانونية وطبيعة النظام الحزبي، ما خلا عوامل خارجية تمثلت في الضغوط السياسية والعسكرية والاقتصادية، وبيّن المؤلف في هذا السياق السمات الاقتصادية للعالم الثالث، وتأثير العامل الاقتصادي في السياسي، ومن ثم حدد الآثار التي يتركها الفقر والغنى في مسألة الديمقراطية، وأخيراً درس المعوق الاجتماعي والثقافي، بعد حصره في تحديد فكرة المجتمع التعددي... والبحث في مظاهره وأشكاله، ومن ثم الآثار التي تركها في مسألة الديمقراطية.