هذه الأحداث يقدمها صخر عرب في روايته بخطاب روائي ملائم لها من حيث الشكل والمضمون، ويقولها بسرد يمضي صعداً في وقائعه التي تعود إلى الوراء حيناً "طفولة البطل"، والأمام "انسحاب اسرائيل من لبنان العام 2000" وبهذا يترجح السرد بين الخارج – الأحداث والداخل – الأفكار والذكريات، وفي هذه الحالة تمتطي الذكريات الزمن الماضي حيناً، والزمن الحاضر حيناً أخر. وفي الرواية راوٍ واحد يمسك بخيوطها ويستخدم صيغة الغائب يختفي خلفه الروائي، وإذا كان السرد يشغل المساحات الأوسع في الرواية، فقد كان للحوار حيِّزه، وهو حوار مفتوح، تبرز فيه مواقف الشخوص المحكومة بظروف تاريخية معينة، ولعل الشكل الذي اتخذه الحوار في النص يعكس طبيعة الحوار بين الأنا والآخر، بين العرب والقوى الكبرى، بتوتّره وتقطّعه وندرته.