«رَجُلٌ يُدعى أوڤ» رواية حميمة ومضحكة ومؤثرة في آن معاً. تروي قصة الحب والمجتمع. وهناك شيء مختلف في أوڤ. وللوهلة الأولى سيبدو وكأنه أزعجُ الرجال الذين قد تلقاهم؛ فهو يعتقد أنّه محاطٌ بالبلهاء. الجيران الذين لا يمكنهم رصف مقطورة بشكل صحيح، والبائعات اللواتي تتحدثن بالرموز، والمتآمرون الذين دبّروا الانقلاب عليه وأخرجوه من رئاسة جمعية السكّان، ولكنه رغم هذا سيستمر في القيام بجولات التفتيش اليومي للشوارع المحلية.
ولكن أليسَ من النادر في هذه الأيام أن نجد هذا الوضوح الأصيل في فكر وفعل الناس؟ هذا الإيمان الثابت حول ما ينبغي أن يكونه العالم، والعمل المتفاني والمستمر لجعله هكذا تماماً؛ وهذه جميعاً هي في صميم شخصية أوڤ التي لا تُقَاوم.
من أجواء الرواية نقرأ:
"أوڤ في التاسعة والخمسين من عمره، ويقود سيارة صعب. وهو من النوع الذي يشيرُ إلى الناس الذين لا يحبُّ نظراتهم وكأنّهم لصوص، وإصبعه تشبه مصباح الشرطي. وقف أمام منضدة في متجرٍ حيث يأتي أصحاب السيارات اليابانية لشراء "الكابلات" البيضاء، وحدّق إلى مساعد المبيعات لفترة طويلة قبل أن يهزّ علبة بيضاء متوسطة الحجم ويسأله: "إذاً، هذا واحد من هذه "الأو – باد" أليس كذلك؟". مساعد المبيعات شاب بفهرس كتلة جسمٍ أحاديّ الرقم، لذا كان يبدو وكأنه مريضٌ. ومن الواضح أنّه يحاول جاهداً السيطرة على رغبته الملحّة في انتزاع العلبة من يد أوڤ. "نعم، بالضبط. آي – باد. هل تعتقد أنه بإمكانك التوقف عن هز العلبة هكذا؟". نظر أوڤ إلى العلبة نظرة متشككة وكأنها علبة مُريبة جدّاً؛ وتخيلها علبة تركب "سكوتر" وترتدي ثياباً رياضيّة، ودعت أوڤ "صديقي" قبل أن تعرض عليه شراء ساعة ما...".