هل ترغب بزيارة متجر السعودية؟
الدين في الغرب
الكتاب يضمّ سلسلة من الدراسات تجمع بين المقاربة التاريخية ذات المنزع التحليلي، والرؤية السوسيولوجية ذات المنحى التفسيري. حيث يتناول الفصل الأول تطور علاقة اللاهوت بالسلطة في الغرب حتى لحظة الاصطدام بالحداثة. ليخلص إلى خطأ الإقرار أن المسيحية في جوهرها هي ديانة روحية فحسب، بل هي ديانة تاريخية شهدت صراع تأويلات وأشكال ممارسة للسلطة، تبدّلت وفق الظروف التاريخية والأوضاع الاجتماعية. بينما يسلّط الفصل الثاني الضوء على الكنيسة مبرزاً وطأة التحولات الحديثة، حيث تركز الاهتمام في مسألتين اثنتين إحداهما الظروف التي ألّمت بالمسيحية الغربية حتى انفتحت على خصمها التاريخي اللاهوتي – اليهودية – ليغدو التراثُ الكتابيُّ المشترك أساسَ تحالف مصيري بين الديانتين. وقد تجلى ذلك بالخصوص في تنقية العلاقة بين أتباع الديانتين ممّا شابها من اضطراب إبان حقبة اللاسامية وطيلة فترة الفاشية والنازية؛ واما العنصر الآخر في تلك العلاقة فيتمثل في التنسيق والتعاون بين الطرفين في الراهن بشأن المقايضة على القدس الشريف، للقبول بالأمر الواقع والإقرار بسيادة إسرائيل على المدينة المقدسة، مقابل الاعتراف بتسيير الفرنسيسكان، فصيل الرهبنة التابع لكنيسة روما، للبقاع المسيحية المقدسة التي ضمنها علية صهيون، موضع العشاء الأخير للسيد المسيح... بينما تركز الاهتمام في الفصل الثالث والأخير من الكتاب حول تحولات الداخل وتحديات الوافد الذي يشهده الواقع الغربي. فـ "السوق الدينية" تعرف حالة فوران للإنجيليات الجديدة لاسيما في شمال القارة الأمريكية تشي بظهور كنيسة جديدة. لكن في زحمة هذا التحول الذي يشهده الواقع الغربي ثمة طارئ جديد على الساحة أطلّ خلال العقود الأخيرة يتمثّل في بروز "الإسلام المهاجر"، بات أتباعه يطالبون بحقوق على غرار غيرهم من أتباع الديانات الأخرى، تكفلُها الدساتير ويضمنها سير المجتمع المدني، لكن بعض البلدان تتلكأ في خوض تلك التسوية. بالإضافة إلى ذلك أنّ وقع التدافع بين الأصيل والدخيل، أي التقاليد الدينية المسيحية والأشكال الجديدة الناشئة مثل التقاليد الدينية الشرقية والإسلام، غدا مدعاة لإثارة العديد من الانتقادات. وهو ما خصص له الكتاب دراستين عُنيت الأولى بالوجود الإسلامي في الغرب كوقائع ومصائر، والثانية بصناعة الإسلاموفوبيا كشكل من أشكال الرفض والخشية من الآخر، وهما بحثان يتناولان التفاعل المباشر والاحتكاك الفعلي الذي يشهده الفضاء الغربي وهو ما يضع أطروحاته المدنيّة وسياساته الاندماجية على المحك.
صدر للمؤلف أيضا عن الدار:
الزبائن الذين اشتروا هذا الكتاب، اشتروا أيضاً: