أما المفاجأة، فكانت حين دخلت جارتي وعبرت بصدق عن إعجابها بستائري الجميلة، الملاءات الكحلية المغضنة والحبال البيضاء ودبابيس الأمان، فرحت أتساءل عما تعلق هي على نوافذها!

وبما أنني كنت رئيسة تحرير مجلة متخصصة في الستائر لسنوات، لم يكن لدي عذر لعدم وجود ستائر على نوافذي عند وصولي أو قبله. غير أنه بالنسبة إلى كثير من الأشخاص، تعتبر الستائر التي تتجاوز الستائر المعدنية العادية إما رفاهية لا قدرة لهم عليها، أو مبالغة في التبذير تتناقض مع بساطتهم، أو لا ضرورة لها على الإطلاق. غير أنني أعتقد أنه وراء الآراء السلبية التي يطلقها الناس، ثمة أحلام بأكثر من ذلك بكثير.

إنني أرى أنه ثمة رجال ونساء سئموا من إقحام أيديهم عبر الشفرات الرقيقة لستارة قديمة من الفينيل ويتمنون لو أنهم يستطيعون أن يمسكوا بأصابعهم القبضة الملساء لأباجور خشبي ثابت أو لمس زر ورؤية حاجب متقن الصنع يرتفع بهدوء من تلقاء نفسه.

إنني أرى أنه ثمة أولاد يتوقون إلى سيارات سباق تجري على كورنيش نافذة غرفتهم أو إلى ألعاب محشوة صغيرة تبرز من ثنايا ستارة وردية ناعمة.

أعتقد بأنه ثمة جار لك في الجهة المقابلة من الشارع، قد تمكن من التطفل عليك بفضل الستائر الحريرية الرقيقة غير المبطنة وغير المناسبة على الإطلاق التي اشتريتها في وقت الحسومات وعلقتها بنفسك.

إنني أرى أن الستارة الملائمة من شأنها أن تتناغم مع قلب الغرفة وأن تشكل نقطة تركيز وتؤدي دوراً يتجاوز مجرد تأمين العزلة.

كما أعتقد حقاً بأن معظم الناس لا يعرفون من أين يبدأون بتحسين شكل بيوتهم من الداخل بواسطة ستائر جذابة.

في الواقع، يمكنهم البدء بهذا الكتاب الذي تضمن كل ما هو متوافر لكل أنواع الستائر، وذلك بشكل متوازن ومفيد، حيث سيساعدك على تحديد نوع الستائر الأفضل وفقاً لكل ظرف. فمثلاً المواد الخشبية لا تلائم الحمامات، بسبب الرطوبة والمياه، غير أنه ثمة كثير من المواد المشابهة للخشب والتي لا يمكن للناظر تفريقها عنه.

سيساعدك على التفكير بوضوح بحاجاتك ورغباتك في ما يتعلق بالستائر وعلى دراسة إمكانية تنويع الألوان والزركشات والأقمشة والطرازات.